كانت امال واحدة من الالاف الذين اعتصر الألم قلوبهم الا انها لم تدع المجال له
ليطبع بصمته على حياتها فقد كانت ذات ليلة من ليالي الشتاء القارسة البرد
تتطلع من خلال نافذة غرفتها الى صفحة السماء الممطرة و المللبدة بالغيوم
فتشعر ببردوة الجو تسري في اوصالها وتحس كأن الدم قد توقف عن الجريان في
عروقها كانت تتطلع الى المجهول لتبحث عن بصيص من الامل في هذه الدنيا
ولكنها كمن يبحث عن ضوء القمر
كانت تشعر ان في داخلها قدرة على العطاء فقد عملها الصبر والحرمان كيف
تمسك بالقلم وترسم اجمل صورة تعبر عن مشاعرها
وفي تلك اللحظة وهي تنظر الى السماء الممطرة
استعشر دفئا يجري في اوصالها
وكانت تلك اللحظة واحدةمن لحظات التأمل الكثيرة التي تمر في حياتها
فقد رات نفسها تجري وتقفز تحت المطر
فتشعر بفرح غامر عند سقوط حبات المطر على قامتها الصغيرة
كان عمرهاتسعة عشر ربيعا ارهقتها الهموم وهاهو المطر يغسلها
تخليت انها تعوم في بحر لاقرار له وتستمر في العوم حتى تصل جزيرة الاحلام
وتصنع من رمالها قصرا ثم تجمع الازهار وتركض في فرح وتقفز برشاقة كالغزالة
وتسابق الفراشات وتدندن بلحن مع العصافير
الا انها في غمرة احلامها هذه شعرت بالمرارة فسقطت دمعتها على خدها
فمسحتها واغلقت النافذة وكانها اغلقت ابواب نفسها عن كل ما في هذا الكون
وادارت كرسيهاالمتحرك وهي تنظر الى ساقيها
ثم اتجهت نحو لوحتها فقد ازف وقت اكتمالها
كان ماينقص لوحتها هو الدمعة التي وضعتها بأناملها المبدعة على خد الفتاة
الجالسة في مكان مظلم موحش بارد وهي تمد يدها لتمسح الدمعة
وتبعد الالم