كشفت دراسة أن العدد الكبير من مدمني الإنترنت يعانون من التوتر الشديد عندما لا يكونوا قادرين على الدخول على الإنترنت لأي سبب من الأسباب، سواء لانقطاع الخدمة أو البطئ الشديد بها، حيث كشفت دراسة طبية على مستخدمي الويب عن أن نشاط مخهم وضغط الدم لديهم يتزايد بشكل ملحوظ عندما لا يستطيعون الدخول إلى الإنترنت وتصفح مواقعهم المفضلة . وأكدت تلك الدراسة أن التوتر الناتج من عدم القدرة على الدخول للانترنت يشبه ذلك التوتر الذي يصيب الفرد خلال النصف ساعة الأولى من اجتماع هام، أو امتحان مصيري وربما يتشابه هذا التوتر مع ذلك الناتج عن مخاوف و وساوس الطرد من العمل.
علماء "علم النفس" الذين يدرسون مستويات التوتر العليا الناتجة عن انقطاع الإنترنت أعطوا تلك الظاهرة اسم "الديسكوم غوغوليشن - "discomgoogolation" أو " إحباط الفشل في الدخول إلى الإنترنت" أن جاز لنا أن نقول، حيث يعرفون تلك الظاهرة على أنها " شعور بالحزن أو القلق عندما لا يستطيع الشخص أن يحقق دخولا فوريا إلى الموقع التي يريدها".
وحينما نتحدث عن قياس أعداد من يستخدمون الإنترنت بانتظام وعدد ساعات هذا الاستخدام ، وحينما ننجح في قياس مستويات ادمان الإنترنت، فإننا بكل تأكيد نحتاج إلى احصائيات تم أخذها من مصادر ثقة، وفي حاجة كذلك لدراسات علمية جادة مثل هذه الدراسة البريطانية التي تؤكد أن أكثر من ثلاثة أرباع البريطانيين 76% تحديدًا يعترفون بأنهم لا يستطيعون العيش دون الإنترنت حيث أنهم يقضون الكثير من الوقت في التعامل مع البريد الإلكتروني أو الألعاب أو التجول بين المواقع ، أو التواصل عبر الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك مثلاً . ويدخل أكثر من نصف البريطانيين 53 % على الإنترنت لمدة تصل إلى 4 ساعات يوميا، كما أن حوالي نصف البريطانيين تقريبا 44 % يشعرون بالإحباط والحيرة عندما ينفصل اتصالهم بالإنترنت.
فقد تم قياس مستويات التوتر لدى المشاركين في تلك الدراسة باستخدام أجهزة قياس القلب والمخ. وقد وجد أن الرجال كانوا أكثر إصابة بالتوتر عندما لا يستطيعون الدخول إلى الإنترنت في الفترات المسائية، بينما تعاني النساء عندما لا يستطعن الدخول إلى الإنترنت أثناء النهار. وظهر أن يوم الجمعة هو أكثر الأيام الذي يصاب فيه مستخدمي الإنترنت بالتوتر بسبب انفصالهم عن الإنترنت مما يؤدي إلى عدم قدرة الأشخاص على تخطيط عطلات نهاية الأسبوع باستخدام محرك البحث غوغل.
حيث قال المتخصص في علم النفس دكتور "ديفيد لويس" ... إن ازدهار وانتشار الاستخدام الواسع النطاق للإنترنت يعني أنه لأول مرة في التاريخ قد أمكننا أن ندخل ثقافة الإجابات الفورية، حيث أن مجرة المعلومات هي على بعد نقرة واحدة فقط من فارة الكمبيوتر وأننا أصبحنا مدمنين لاستخدام الإنترنت. وعندما لا نستطيع الدخول إلى الإنترنت فإننا نصاب بإحباط عدم القدرة على الدخول إلى الإنترنت أو "discomgoogolation"، وقد كان شيئا غريبا أن نرى أن هذا التوتر الناتج عن عدم القدرة على استخدام الإنترنت قد يؤدي إلى نشاط المخ وضغط الدم لدى المشاركين في الدراسة. ويبدو أن عدم القدرة على الدخول على الإنترنت يسبب كثيرا من التوتر عندما يكون الشخص في حاجة إلى اتخاذ قرارات هامة سريعة ولكن ينقصه الحصول على المعلومات الكافية اللازمة من على الإنترنت.
وقد ذكر حوالي 87 % من البريطانيين أنهم يعتمدون الآن على الإنترنت كمصدر أساسي للمعلومات ، وذكر حوالي 26 % بأنهم يشعرون بالخسارة عندما يفقدون الاتصال بالإنترنت. حيث أن شخصا من كل خمسة أشخاص يقضي كثير من الوقت على الإنترنت أكثر مما يقضي مع عائلته من وقت.
أعراض إدمان الإنترنت
وقد تم تنفيذ الدراسة المسحية على 2100 شخص وذكر علماء النفس من قبل أن نسبة تتراوح ما بين 5 إلى 10 بالمائة من مستخدمي الإنترنت هم مدمنون لهذا الاستخدام. كما ذكر بعض المعالجين النفسيين بأن الاستخدام المفرط (الإدمان) للإنترنت هو مشكلة صحية عامة خطيرة ويجب أن تتعامل معها الجهات الرسمية كاضطراب مرضي.
وذكرت الدراسة أن الأعراض الدالة على إدمان الإنترنت تتضمن نسيان تناول الطعام أو موعد النوم، والحاجة إلى شراء تكنولوجيا متقدمة من أجل تسهيل أو الإسراع في البحث أثناء استخدام الإنترنت أو قضاء ساعات على الإنترنت أكثر من تلك التي يقضيها الشخص في التواصل الاجتماعي الحي (مع بشر لهم وجود مادي) بعيدًا عن الكمبيوتر، ومن الأعراض الأخرى لإدمان الإنترنت الإحساس بأعراض انسحابية حقيقية عندما يحرم الشخص من استخدام الكمبيوتر في الدخول على الإنترنت. كما أن بعضهم يميلون إلى التشاحن والعصبية، ويعانون من التعب والارهاق بشكل مستمر، ويحصلون على درجات منخفضة في الامتحانات ويشعرون بأنهم منعزلون عن المجتمع، ولديهم درجة عالية من التوحد مع الذات .[i][u][justify]